مقدمة الكتاب
فتح المنـــــان في شــــــرح توحيـــــــد الرحمن
لشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله ( ) وعلي من أتبعه بإحسان إلي يوم الدين 00 أما بعد أخي المسلم وأختي المسلمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الله تبارك وتعالي أرسل محمداً () ليقول للناس كافة اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تشركوا به شيئاً فمنهم من آمن ومنهم من كفر وإن كثيرا ً من الناس تعبد الله علي جهل وعلي خرافات الآباء والأجداد فوقعوا في الشرك والعجيب يا أخي أن هؤلاء الناس يصلون ويصومون ويعملون أعمالاً صالحة كثيرة ولقد من الله علينا وكتبنا نصيحة في كيفية أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وسميتُها فتح المنان في شرح توحيد الرحمن كتبها عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله ولقد حرصت أن يكون هذا العمل أدلته من القرآن والسنة ومن كلام العلماء مثل بن تيميه وغيره من أهل السنة والجماعة رحمهم الله ، أبشروا يا عباد الله إن الله تبارك وتعالي غافر الذنب وعد عباده الذين عبدوه ولم يشركوا به شيئاً أن يغفر لهم الزلات ويسترهم في الدنيا والآخرة فإذا مات العبد لا يشرك بالله شيئاً ولو كانت ذنوبه ملء الأرض وبلغت عنان السماء غفر الله له ونجاه من النار وأدخله الجنة برحمته وفضله وفي هذا الحديث المتفق عليه قال رسول الله () حق الله علي العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد علي الله إن عبدوه ولم يشركوا به شيئاً أن لا يعذبهم ويدخلهم الجنة ، قال تعالي { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } النساء ( 48 ) ، إذا مات العبد يشرك بالله شيئاً عياذ بالله لم تنفعه أعماله الصالحة لأن الله تبارك وتعالي اشترط علي عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً فإذا أشرك العبد أصبحت أعماله هباءً منثوراً لا قيمة لها عند الله لأنه جعل مع الله أنداداً آله باطلة لا تنفع ولا تضر ولا تغني عنه من الله شيئاً في الدنيا والآخرة قال تعالي {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء ( 88 ، 89 ) ، خالصاً لله خالي من الشرك .
وعليك يا أخي في الله إذا قرأت هذه النصيحة أو سمعتها أن تتدبر ما فيها من أدلة من القرآن والسنة و الله الذي لا اله غيره إن فهم معني كلمة( لا إله إلا الله ) والعمل بها هو طريق النجاة من النار ودخول الجنة بأذن الله فمن أراد الآخرة فعليه أن يعمل بكلمة الإخلاص( لا إله إلا الله ) والدعوة إليها فإن كثيراً من الناس يقولون( لا إله إلا الله ) بألسنتهم ولا يعملون بها ومصرون علي شركهم وكفرهم ولن تنفعهم هذه الكلمة الطيبة لأنهم يقولون ما لا يفعلون قال تعالي { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ } الصف (2 ، 3 ) وعليك يا أخي إذا سمعت هذه النصيحة أو قرأتها أن تهديها إلي من تحب له الخير لأن طريق النجاة من عذاب الله أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وإليك النصيحة بالتفصيل والحمد لله رب العالمين ، نعم المولى ونعم النصير . تم بحمد الله عمل كتاب ( فتح المنان في شرح توحيد الرحمن ) يوم الأربعاء 1 / 2 / 1427.
استفاد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله في طلبه للعلم من عدة شيوخ منهم :
1 - الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي صاحب كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
2 - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية .
3 - الشيخ محمد بن حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية والرئيس العام لها .
4 - الشيخ محمد بن صالح العثيمين صاحب شرح العقيدة الوسطية لابن تيمية .
5 - والده الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن محمود صاحب كتاب الفصل بين الشرك والتوحيد .
المملكة العربية السعودية
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع الرياض